اتجاهات اقتصادية حادة تتجاهلها الانتخابات الأمريكية- الذكاء الاصطناعي والشيخوخة والعولمة المتغيرة

المؤلف: حسين شبكشي11.13.2025
اتجاهات اقتصادية حادة تتجاهلها الانتخابات الأمريكية- الذكاء الاصطناعي والشيخوخة والعولمة المتغيرة

ثمة ثلاثة تحولات جذرية تهيمن على المشهد الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، غير أنها لا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام والجدية اللازمين. على الأقل، هذا ما يظهر من خلال الخطط المطروحة في الحملات الانتخابية لكل من المرشحين الجمهوري والديمقراطي، دونالد ترامب وكامالا هاريس على حد سواء.

هذه التحولات الجوهرية تتمثل في الذكاء الاصطناعي وما يترتب عليه من انعكاسات واسعة النطاق لا نزال في بدايتها، وتزايد شيخوخة السكان مما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية، مثلها مثل دول صناعية أخرى كاليابان وإيطاليا وألمانيا وغيرها، تصنف كدولة ذات نسبة شيخوخة مرتفعة في تركيبتها السكانية. أما التحول الثالث والأخير، فيتعلق بالتغيرات الجارية في مسار العولمة الاقتصادية، وظهور قوى اقتصادية صاعدة ومؤثرة مثل مجموعة البريكس ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والزيادة الملحوظة في حجم التجارة الدولية بالعملات غير الدولارية.

ويرجح العديد من المحللين الاقتصاديين أن عدم التركيز على هذه الاتجاهات الجديدة في خضم السباق الرئاسي الأمريكي، يعكس غياب سياسات فعالة وملموسة لمواجهتها، وهو ما يعتبرونه تحديًا مصيريًا للاقتصاد الأمريكي في المستقبل القريب.

وتشير بعض الدلائل المقلقة إلى وجود "نقص حاد" في أعداد الخريجين الأمريكيين من الجامعات الأمريكية في التخصصات العلمية والتكنولوجية، وذلك لصالح الطلبة الأجانب، والإحصائيات تؤكد هذا الأمر بشكل قاطع. ففي عام 1980، كان ما يقارب 78% من خريجي شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية من المواطنين الأمريكيين. أما في عام 2022، فقد انخفضت هذه النسبة إلى 32% فقط. يوجد حاليًا أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتشكل نسبة الطلبة الصينيين منهم النسبة الأكبر، حيث تتجاوز 27%.

بالمقابل، يحاول فريق آخر التقليل من شأن هذه الإحصائية، مشيرين إلى أن أمريكا ما زالت قادرة على استقطاب ألمع العقول والكفاءات من جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، أكثر من 45% من كبرى الشركات الأمريكية بحسب تصنيف مجلة فورتشن الشهيرة في عام 2020، بما في ذلك شركات مثل ألفابيت وسبيس إكس ونيفيديا، أسسها مهاجرون. وهناك إحصائية أخرى لا تقل أهمية، وهي أن 40% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل في المجالات العلمية منذ العام 2000 هم من المهاجرين أيضًا.

يرى البعض أن حالة "اللامبالاة" التي تبدو على مرشحي الحزبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تنذر ببداية انحدار اقتصادي للقوة العظمى، بينما يرى آخرون أن هذا التوصيف مبالغ فيه. ولكن المؤكد هو أن هناك رياحًا اقتصادية قوية تهب، ومن المتوقع أن تغير بعض المسارات الاقتصادية الراهنة، مما يستدعي الانتباه والتيقظ.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة